بيان افتراء الحزبيين حول مقتل نادر العمراني

الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد،

فقد اطلعت على مقطع فيديو يتحدث عن مقتل نادر العمراني رحمه الله، ورأيت أنه تضمّن أخطاء بل وظلما لأهل الإسلام بما فيها الطعن الصريح في كبار علماء الإسلام والتحذير منهم؛
وفي مثل هذا العمل دعوة إلى الصدّ عن السنة وأهلها بسبب حادثة مقتل أحد الحزبيين في ليبيا.
ثم رأيت أحدهم يتحدّث فيه عن كبار العلماء الذين عرفوا السنة وعلموها وعملوا بها ونصروها، فنجد هذا المتحدث الحزبي ينسِبُ اغتيال الحزبي الآخر نادر العمراني رحمه الله إلى علماء السنة (هذا أن ثبتت قصة الإغتيال) وحقد المتكلم أعماهُ عن قول الحق ورمي الأبرياء بما ليس فيهم، وطبق نصوص السلف بما فيها النهي عن الطعن في علماء السنة فجعل الإخوانية الخوارج هم أهل السنة وهم أتباع السلف الصالح..
وهم الذين حرّضوا على الخروج ومنهم ظهرت فرق الخوارج المستحلة للدماء.
وجعل السلفيين -المحرمين للدماء- هم الخوارج؛
فسبّ من علماء السنة العلامة ربيع -حفظه الله- وأثنى على المحرضين وحطب الفتن كمحمد حسان والعريفي وغيرهم كثير -لا كثرهم الله- وكلامه هذا حزبية واضحة ومدافعة عن حزبه الخارجي.
فالأسلوب الكاذب الفاجر ينأى عنه أهل الدّيانة من العوام، لكن لا يُستغربُ من قومٍ بُهتٍ قام حزبهم على الكذب والتلفيق ورمي الأبرياء واستحلال دمائهم؛
فمن تحت عباءة هذا الحزب الاخواني الخارجي تولدت جرثومة القاعدة وداعش.
فنقول لهذا الباغي الظالم: يا هذا أقصر في كلامك
وانظر كتبهم، واسمع دروسهم، فهات لي أو أعطني كلمة حثوا فيها على قتل مسلم، أو أجازوا إراقة دمِ معاهد أو ذمي أو مستأمن فكيف بدماء المسلمين ؟
بيّن لنا أين وجدتهم أباحوا ماذكرته في كلامك الكاذب من قتلٍ وتدميرٍ واختطاف وتعذيب ؟
اذكر لنا اسم كتاب لهم حث على ذلك،
اذكره بالإسم،
بالصفحة،
بالجزء،
هيهات.. لأنهم في كتبهم ورسائلهم ودروسهم ومحاضراتهم ينهون عن هذه الأمور ويُحرّمونها ويُحذرون من أصحاب الفتن مُهيّجي العوام ومُوقدي نار الخروج والفتن.
ثم نراك تمدح الحزبيين وتسميهم وهم نار على علم يعرفهم القاصي والداني أنهم أهل الثورات والخروج وهذا معلوم عند الجهات الرسمية في بلادهم.
وأنت أيها المتحدث أما إنك :
جاهل جهلا مركبا، فلا تعرف السني السلفي من البدعي الخلفي، والتَبسَ عليك الأمر من هذه الحيثية. فالجهل مصيبة ويعذر به صاحبه، فنوصيك بأخذ العلم عن كبار العلماء -الذين زلّ بحقهم لسانك- وترك التقدم لأهل العلم فأنك جاهل لاتحسن الكلام ولا تعرف الحق من الباطل؛ لذا لم تعرف أصحاب الحق من أصحاب الباطل.

وأما انك ظالم حزبي أحمق، فالحماقة الحزبية أعيت من يُداويها. ومن حماقتك وجهلك وظلمك أنك جعلت الإخوانيين محمد حسان ومحمد العريفي من أتباع السلف بل من أئمة السلف وهذا الأمر منه كما قيل في المثل العامي (يضحك منه البعير).
وتضمن مقطع الفيديو خروج بنت المقتول(إن ثبت قتله واغتياله رحمه الله ميتا ووفقه إلى السنة حيا) بكامل زينتها تلقي خطبة عصماء في الثناء على والدها تشبه النياحة والنعي أمام جمع كبير من الحزبيين وهم ناكسوا رؤوسهم ومطأطئيها خضوعا وخشوعا عند كلامها.
ومن الذي أفتى بجواز خروجها من قعر بيتها وأن تتحدث بل تلقي خطبة أمام الرجال وأمام الكاميرات ووسائل الإعلام ؟
هذه فتنٌ المخرجُ منها اتباع السنة ولزوم غرز كبار علماء السنة مثل العلامة الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله ورعاه-، ونجد أن هذا الجُويهل الإخواني يطعن فيه ليرفع خسيسته الإخوانية العريفي ومحمد حسان..

ثم أيها الإخوة طلاب العلم، في مقتل نادر العمراني -رحمه الله- مسائل يجب الوقوف عندها والتنبيه عليها، ألا وهي:

أوّلا:
بيانُ حال الشخص وانحرافه لا يلزم منه استحلالُ دمهِ، وإن كان إخوانيا محترقا فلا يحلّ قتله واغتياله.
وإذا ارتكب إنسانٌ خطأ يستحق فيه القتل
فهذا من اختصاص ولي الأمر أو من ينيبه من القضاة بعد استتابته.
ولا يحقّ بل لا يحل لأحد من الناس الافتيات على مقام ولي الأمر بقتله
أو تقدّمِه على العلماء بالإفتاء بقتله -هذا اذا فعل فعلا موجبا للقتل أو القود- فكيف بسحب إنسان من بيته وتعذيبه وقتله ؟

ثم الثانية :
وهي رمي الأبرياء بتهمة قتله والبراء منه وهم أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- وهم من يُبينون حرمة دماء المسلمين وخطر الثورات والخروج على ولي الأمر…
فكيف يُرمى برئٌ بذنب لم يقترفه، بل يُعلن محاربته له ويمدح من عرف بالفتن والثورات..

ثالثا :
مسألة تعيين الشخص والحكم له بالشهادة (بأنه من الشهداء) فالصحيح أن هذا الوصف لمعين بالشهادة وصف غير صحيح إلا ما أتى النص الإخبار عنه بأنه من الشهداء..
ويتساهل الإخوانية بإطلاق هذا الوصف على أتباعهم الذين قتلوا تغريراً بالجهلة للانضواء تحت راية حزبهم الضال ومن أجل أن يقوم أفراد حزبهم بالقتل واستحلال الدماء.
فإذا قُتل هذا الذي قَتل عشرات أو مئات أو آلاف من المسلمين ومثلهم من المعاهدين سمّوه شهيدا.
ومن الأمثلة على هذا قولهم “الشهيد سيد قطب” وغيره كثير لا كثرهم الله.
والله أعلم.

كتبهُ غازي بن عوض العرماني
السبت ٢٦ صفر ١٤٣٨ هـ

الذب عن عرض العلامة محمد سعيد رسلان حفظه الله ورعاه

الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله،

بعد بيان الشيخ محمد رسلان -حفظه الله- وتأكيده على عدم معرفته لمن انتسب إليه زورا وبهتانا ليجني من هذا الإنتساب المختلق أهدافا لِنحلتِه الخارجيّة وتشويها لأهل الإسلام الصحيح وشيوخه؛ بمن فيهم العلامة محمد رسلان حفظه الله ورعاه، نقول:

لا يضرّ السحاب نبح الكلاب.
والمشاهد بل الواقع حقيقة :
نرى كبار العلماء وخاصة في هذا العصر انتساب الإخوانية الخوارج إلى شيوخ الإسلام كالامام الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل -رحمهم الله- وغيرهم كثير..
فهل ضرهم ؟
وهل التلميذ الخارجي يُمثلُ شيخه مع مخالفته لدين شيخه وأصوله وأخلاقه وسلوكه ؟

الجواب : لا يُمثله؛
حتى وإن كان ابنهُ وثمرة فؤاده، فكيف لمن انتسب باطلا إلى شيخ غير شيخه ؟

انظر إلى نبي من الأنبياء ورسول من أولي العزم وهو نوح -عليه السلام- إذ قال لابنه {يابني اركب معنا}، {قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله}.
وانظر رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم ولا فخر، فكم خالف دينه من أقرباء له ونزلت فيهم آيات بينات تتلى إلى يوم القيامة..
فالشاهد :
شيخنا محمد سعيد رسلان -حفظه الله ورعاه- دينه الذي يدين به ويعتقده وينشره ويعلمه الناس ويصبر على الأذى فيه هو نشرُ السنة (والتي منها بيان حرمة دماء المسلمين)، ومحاربة البدعة والتي منها بيان خطر الفرق الضالة بما فيها الخوارج ومنهم قتلة الشيخ نادر العمراني رحمه الله تعالى.
كفى الله المسلمين شر الخوارج وحفظ الله شيخنا العلامة محمد سعيد رسلان؛
وصدق من قال متحدثا عن العلماء وفضلهم: “فما أجمل أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم.”

كتبه: غازي بن عوض العرماني
الإثنين 22 صفر 1438

السمعُ والبصرُ صفات ذاتية لله تعالى وليست من الصفات الذاتية الفعلية

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد،

فإنّ صِفتيْ السمع والبصر لله تعالى صفاتٌ ذاتية فقط وليست من الصفات الذاتية الفعلية؛ وإن كان قال به بعض أهل السنة  فالصوابُ عندي أنّ السمع والبصر صفات أزلية قديمة لا تتعلق بالمشيئة.
فلا نقولُ يسمع إذا شاء أو يُبصر إذا شاء، بخلاف الكلام فهو صفة ذاتية (من حيث اتصاف الله به أزلا ومن حيث جنسه) وفعلية لآحاد وقوعه ولتعلقهِ بمشيئة الله سبحانه وتعالى.

وتقسيم صفتي السمع والبصر إلى ذاتية وفعلية له وجه؛ أنظر -بارك الله فيك- شرح الشيخ فركوس في موقعه عند حديثه عن (تعلُّق سمع الله وبصره بالمسموع والمُبْصَر من الموجودات)

http://ferkous.com/home/?q=fatwa-1170

بحيث إذا تعلق سمع الله سبحانه وتعالى وبصره جلا وعلا بالمسموع والمبصر من الموجودات كما بسط ذلك الشيخ فركوس،
أنظر قوله تعالى {يسمع تحاوركما}، وقوله: {قل اعملوا فسيرى الله عملكم} كلاهما بالفعل المضارع؛
فسمع المحاورة بعد المحاورة وبصر العمل بعدَ عمل المؤمنين مع اتصاف الله أزلا بهاتين الصفتين.
ولا يلزم من هذا أن الله سمع أو أبصر بعد أن لم يسمع أو يُبصر، فهذا فهم بني عليه اعتقاد خاطئ.

والذي يظهر لي قوة قول من قال إنها ذاتية فقط  فهو يسمع الأصوات عند حدوثها على اختلافها وتنوعها ويبصر سبحانه وتعالى،
ولئلا ينبني عليه فهم خاطئ أو إحداث ارتباك في التصور ذهنا فيُجتنب تقسيمها إلى ذاتية وفعلية والصحيح أنها صفة ذاتية فقط دفعا لأيّ توهم سقيم أو فهم غير سليم.
وللشيخ صالح آل الشيخ عبارة نحو عبارة الشيخ فركوس، والصواب ماذكرناه، والله أعلم.

كتبهُ: غازي بن عوض العرماني
الإربعاء ٩ صفر ١٤٣٨

حكمُ الرّسوم الكاريكاتورية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد،

فما يُعرف برسمِ الكاريكاتير محرّم وذلك لاشتمالِه على أمور تمنعه وتحرّمُه منها :

أوّلا :
رسمُ وتصويرُ ذوات الأرواح التي أتى تحريمها في الشرع بأدلةٍ ثابتة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانيا :
أنّ هذا التصوير بهذه الطريقة عادة مُكتسبة من الغرب الكافر؛
وفي دين الله -الإسلام الذي ارتضاه لعباده- مُنع المسلم من التشبه بالكفار، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم.”

ثالثا :
اشتمالهُ على الكذب والضحك والإستهزاء والسّخرية بالخلق مما يجعلُ هذه الفقرة منه فقط محرمة له فكيف إذا اجتمعت عدة أدلة تحرمُه…
وأما حلّ المشاكل وطرق علاج الإشكاليات أو الرد على المخالف فالطرق الشرعية -طرق الأنبياء واتباعهم- هي الكفيلة بعد فضل الله وتوفيقه في الحل والعلاج لأي إشكالٍ، وهذه الطريقة تضاف إلى الطرق الأخرى المُحدثة ومنها الإضرابات والمظاهرات والإعتصامات والبيعات السرية وإنشاء الجماعات المخالفة للشرع والإنكار علانية على ولي الأمر والطعن فيه وغيرها من الأهواء والبدع والضلالات المتبع فيها الكفار.
والله أعلم.

كتبه: غازي بن عوض العرماني
الإربعاء ٩ صفر ١٤٣٨